هذا المقال لن يكون مقالاً عادياً كما هو المعتاد فهو مقال يعتمد على الكثير من المراجع والمصادر والشخصيات، كتب هذا المقال لتوضيح اللغط الحاصل في مختلف الأوساط العلمية والاجتماعية والصحفية، فمن منا لم يسمع تحذيرات ليل نهار من مخاطر تغطية الاتصالات، من منا لم يسمع بتجارب وقصص واخبار عاجلة عن المخاطر. عناوين براقة مثل:
أحذرو فإن تركيب ابراج فوق منازلكم فانه مهلك
لا يوجد دليل واحد على آمان الاتصالات
ما حاجتنا لتقنية ستهلك الطيور والبشر والكائنات وتصيبنا بالسرطان
توقيع مائتا عالم وطبيب على عريضة للأمم المتحدة بإيقاف 5G وكذلك مخاطر التغطية واشارات المحمول
الموجات الكهرومغناطيسية ستهلك البشرية
كثيرة هي العناوين الجذابة والتي تدعوك لقراءة مقال ينقصه الكثير من المراجع والفائدة العلمية وينتشر على إنه بحث علمي والنتيجة هو نشر شائعات على إنها حقيقة.
سأحاول في هذا الطرح الذي أرجو ان يكون خفيفا وسريعا وقويا أن أحلل واشرح وأوضح تفاصيل سلامة اشارات الهاتف المحمول وابراج الاتصالات
في هذا الطرح سأناقش وأطرح كافة وجهات النظر بكل حياد وساخلص لنتيجة بحث بعد عدة أشهر من القراءة وسماع الأخبار والصوتيات وقراءة المقالات ومتابعة للأمر عن قرب.
ستكون الإشارة مقسمة إلى أربعة أطياف أو أربعة سعات ترددية:
* أقل من 800Mhz وهي المستخدمة حاليا في الجيل الرابع وستصل لمسافات كبيرة قد تصل لعدة كيلومترات مفتوحة. بسرعة كحد أقصى 100Mbps
* ما بين 800Mhz إلى 2Ghz وهي ذاتها تقنية الجيل الرابع المطور 4.5G والتي تصل سرعتها إلى 1Gbps وبنفس تغطية الجيل الرابع المطور.
* التردد المتوسط والذي يكون اقل من 6Ghz وهو ما سيستخدم للإنترنت المنزلي كون هذا الطيف يمكنه اختراق الجدران والأجسام والحواجز وبسرعات أعلى من جيجابت في الثانية. وهو قريب جدا من تردد wifi المنزلي.
* الطيف الترددي او الموجي العالي mmWave وهو التقنية الحديثة للفايف جي والذي يصل في اقصاه إلى 100Ghz وستكون فيه السرعات العالية جدا وسرعة الإستجابة العالية. وما يعيب هذا الطيف الترددي العالي أنه غير قادر على إختراق المباني والأجسام والحواجز إضافة إلى مساحة التغطية الضعيفة والتي في أحسن الأحوال لن تتعدى 1 كيلومتر مربع. والتي ستكون مفيدة جدا لملاعب كرة القدم والحدائق والميادين العامة.
لماذا فصلنا كل هذا التفصيل في الجيل الخامس والأجيال السابقة من تقنيات الإتصالات؟ حتى أبين لك ورغم كثرة هذه الترددات والموجات المختلفة فإنه لم يسجل حالات خطر على حياة الإنسان والبيئة.
فعبر ثلاثين عام من الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة فلا وجود أي تأثير لموجات الأبراج والهواتف وإشاراتها. وهذا يرجع لمعايير فرضتها منظمات دولية تقوم بوضع حد أقصى لاستخدام الطاقة والترددات وتنظم الأمر ولا تترك الأمر تجاريا أو بشكل غير مسؤول.
خطر الموجات والترددات على الإنسان: بالتأكيد أن سبب قراءتك لهذا المقال هو الموضوع الصحي وخطورة فايف جي 5G خصوصا أو تقنيات الجيل الخامس والاشارات المختلفة من 4G و 3G على الصحة والإنسان والبيئة. وأبدا في الإسترسال هنا ببعض التوضيحات وهي انه يجب نعرف ما هو الخطر المزعوم أولا ونفككه والخطر الحقيقي ونوضحه بشكل علمي.. وقد يكون أفضل كاتب عربي بحث وإستقصى عن الأمر هو الدكتور محمد قاسم وقد قام بمجهود جبار في إيضاح عدم صدق الكثير من الإدعاءات بمراسلة من وقع على عريضة رفض التقنية ومن توجه بالعريضة للأمم المتحدة… حيث انه لم يثبت صحة ادعاء أيا منهم ولم يستطع جل الموقعين من إثبات خطورة الترددات أو القدرة المستخدمة.
ماهي الإشعاعات؟
هي أحد أشكال الطاقة الكهرومغناطيسية والتي تتكون من مجموعة من الأمواج من الطاقة الكهربائية والمغناطيسية تسير سوياً في الفضاء. وهُناك نوعين رئيسين من الاشعاعات، المُتأينة Lonising وغير المُتأينة Non-Lonising.
كما هو مبين في الصورة فإن جميع ما نستخدمه ونراه من موجات في حياتنا اليومية هو ما نستخدمه منذ سنوات ولا يضر بحياة وسلامة الإنسان ومنه على سبيل المثال لا الحصر : الضوء بجميع ألوانه غير ضار فهو بطول موجي ما بين 500-700 نانو متر وبترددات تصل إلى تيرا 580-430 تيراهيرتز اما موجات AM فهي ما بين 535 إلى 1605 khz وموجات الراديو FM فهي ما بين 108-88 MHz وغيرها من الموجات التي بمقدور الإنسان التعامل معها ولا تؤثر على صحته.
الموجات التي تؤثر بشكل مباشر فعلي على الإنسان هي التي تضر بالحمض النووي للإنسان بشكل مباشر وتعمل على تأيين المادة Ionization في الحمض النووي وهو ما يعرف علميا بإسم Damages DNA كما حدث في كارثة مفعل تشرنوبل، وأشعة جاما Gamma Rays والأشعة السينية X-ray وبعض الأشعة فوق البنفسجية والتي تغيير لون البشرة وقد تسبب في سرطان الجلد في حالات منها.
السؤال المطروح ووفق المخطط الذي يوضح الاشعاعات المتأينة وغير المتأينة فإن جهاز الميكرويف المنزلي غير ضار ولكنه في الحقيقة يسخن المادة وقد يدمر حي؟
نعم جهاز المايكرويف ضار بسبب قوة الطاقة التي ينتجها فحيث انه يستهلك طاقة بقدرة 1000watt لتوجيه اشعاعات بتردد 2450Mhz وهو مالا نراه في أجهزة الهواتف المحمول والكمبيوتر حيث ان أقصى طاقة في أجهزة الهاتف التي نملكها اليوم هو 0.1watt وفي حالة الأبراج فهي 5watt وفي أسوأ الأحوال في المناطق المزحمة جدا جدا مثل ملاعب كرة القدم والمولات فهي 20watt مقسومة على عدد البشر الموجودين والذين يتجاوزون مئات الآلاف فهي غير ضارة إطلاقا خصوصا أنها قد تكون موجات الجيل الرابع.
وِفقاً للحد الآمن الأقصى الذي وضعته لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC ، فإن نسبة امتصاص الهواتف للأشعة
Specific Absorption Rate SAR والتي تُقدّر ب 1.6 واط لكل كيلو جرام غير قادرة على الإطلاق على رفع درجة حرارة جسدك. وقد تم رفع هذا الحد إلى 2 واط لكل كيلو جرام وِفقاً لمعايير اللجنة الدولية للحماية من الاشعاعات غير المُتأينة ICNIRP.
تنويه: في حالة أنك تتخوف بشكل عالي جدا من الموجات وتتملكك الريبة بإمكانك إقتناء جهاز يحجب جميع أنواع الإشارة عنك ولكن سيكون هذا بناء على طلبك وانت المسؤول عنه Wi-Fi Guard وهو يحجب عنك أكثر من 90% من الإشارة. ولكن لا أراه مفيدا.
للإجابة عن هذا السؤال يجب التوجه لمصادر الدراسات والأبحاث ووفقا لمنظمة الصحة العالمية
World Health Organization WHO فإن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان
International Agency of Research on Cancer IARC صنفت ترددات موجات الراديو كمواد مسببة للسرطان من فئة 2B فما هو تصنيف 2B؟. إضغط على الرابط لمشاهدة التصنيف:
2B:
This category is used for agents for which there is limited evidence of carcinogenicity in humans and less than sufficient evidence of carcinogenicity in experimental animals. It may also be used when there is inadequate evidence of carcinogenicity in humans but there is sufficient evidence of carcinogenicity in experimental animals. In some instances, an agent for which there is inadequate evidence of carcinogenicity in humans and less than sufficient evidence of carcinogenicity in experimental animals together with supporting evidence from mechanistic and other relevant data may be placed in this group. An agent may be classified in this category solely on the basis of strong evidence from mechanistic and other relevant data.
”هذه المجموعة هي التي توجد فيها أدلة محدودة على حدوثها في البشر وحتى أقل من دليل كاف على حدوث السرطان في الحيوانات التجريبية. ويمكن أيضا أن تحدث السرطنة في الحيوانات التجريبية. في بعض الحالات ، الحالة التي يوجد لها عدم كفاية الأدلة على السرطنة لدى البشر وأقل من الأدلة الكافية على التسرطن في الحيوانات التجريبية مع الأدلة الداعمة والأدلة القوية من الآلية وغيرها من البيانات ذات الصلة قد يتم وضعها في هذه المجموعة ”يقصد مجموعة 2B“.“ إنتهى الاقتباس وكانت هذه أفضل ترجمة لي بمساعدة مترجم جوجل.
مما سبق يتضح لنا أن جميع إشارات وترددات الإتصالات إن ظلت في تحت النسبة الممحددة لها من FCC فهي آمنة وغير مسببة لسرطان. وهي تعتمد على الطاقة التي ترسل بها هذه الموجات.
في يناير من عام 2019 تقدم 180 عالم وطبيب من 36 بلد برسالة للاتحاد الأوروبي أن تقنية 5G قد تكون خطيرة على البيئة والإنسان والأشجار والطيور والكائنات الحية وقد تسبب السرطان ولكن لم يقدم العلماء أي أبحاث علمية تثبت صحة قولهم بل كانت معظم أبحاثهم لم تخلص لحقائق ونتائج وإستنتاجات تدعم الرسالة، أو لم تكن هناك أبحاث اساسا إنما مخاوف من تقنية. ونتيجة هذا السيل العارم من الإدعاءات واللغط والشائعات ذهبت خلف خيط واحد وهو ما بحث خلفه الدكتور الفاضل محمد قاسم وإتضح فعلا أن لا حقيقة وراء هذه الإدعاءات، أنصحك بقراءة مقاله كاملا أو سماع البودكاست الخاص به في هذا الشأن. كل التفاصيل مكتوبة في موقع سايوير. ويمكنك سماع الحلقة على أبل بودكاست
وقد وافق الدكتور محمد قاسم بنشر هذا الإقتباس من موقعه الرسمي
أطلق على مناشدة الجيل السابق “عالم حقول الموجات الكهرومغناطيسية” (EMF Scientist)، وقرأت مناشدتهم أيضا، وهي أيضا تذكر مخاوف كثيرة، وتود لو تُلغى جميع موجات الاتصالات من حياتنا من ضمنها موجات 1-4G والواي فاي والهواتف اللاسلكية المنزلية، والراديو وأي شيء يطلق إشارات حتى لو كانت بسيطة، كل الموجات التي صنعها الإنسان ضارة.6)
وضعوا أسماء العلماء الموقعين أسفل العريضة أو المناشدة، لم تكن في صفحة العلماء الموقعين إيميلات، فذهبت إلى صفحة فيها مجموعة من العلماء مع كلماتهم ضد شبكات الاتصال بشكل عام، ومع كل عالم إيميل، فقررت أن أبعث رسائل لهم أطلب منهم أن يعطوني أراؤهم في شبكة 5G، كان عددهم 26 عالما، لاحظت إن العديد منهم لم يمتلك إيميل تابع لمؤسسة رسمية، مثل جامعة أو شركة أو ما أشبه، تجد إيميل ياهو أو جيميل، بعضهم يمتلك إيميل رسمي سواء لشركة أو مؤسسة أكاديمية، أمر غريب (رسالة إلى الأمم المتحدة لشخصيات علمية مع إيميل غير رسمي)، وحتى أكون على حسن ظن فيهم، سأعتبر أن أولئك الأشخاص لا يريدون أن يمثلوا الجهة التي يعملون بها، ففضلوا التواصل عبر إيميل شخصي.
أرسلت إيميل لتسعة أشخاص منهم، جاءني الرد من 4 منهم فقط، وإثنين آخرين رجع لي الإيميل منهم (Bounced)، إي لا وجود لإيميلاتهم الآن، والباقي لم يرد، طلبت منهم ذكر مخاطر 5G، فسطر بعضهم المخاطر من غير أي مصادر، رديت عليهم بطلب مصادر، ردت علي عالمة واحدة منهم إنها ستصنع صفحة للمصادر لاحقا، وإنها ستعلمني بها حينما تنتهي منها، تخيل إن هذه العريضة أرسلت للأمم المتحدة قبل عدة سنوات، والشخص الذي وقع على العريضة لم يجهز قائمة بالمصادر. شخص واحد أرسل لي صفحة المناشدة 5G الأحدث، والتي فيها مصادر، وواحدة لم ترسل لي مصادر نهائيا، والشخص الأخير أرسل لي بحث، سألته: أين نشره؟ فقال لي إنه غير منشور، أي إنني لا أستطيع الاعتداد به، هذا مستوى الثقة الذي حصلت عليه من بعض الموجودين على صفحة EMFScientist.
كذلك مقال بعنوان we have no reason to believe 5g is safe حاول الإيضاح ان التقنية غير آمنة وجميع التقنيات غير آمنة ولكنه لم يستطع جلب دليل مادي علمي واحد أن هذه الإشارات غير آمنة بل هي تخوفات ومازلت تندرج وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية 2B ، بل أن جميع المراجع العلمية التي حاولت وحاول من قبل العديد من الباحثين في الإنترنت والأبحاث لا تدل أن هذه الموجات مؤثرة على حياة الإنسان .
تخلص جميع التقارير والدراسات والابحاث انه لم تسجل حالات خطر او سرطان او ضرر صحي حتى اليوم من اشارات الاتصالات ولكن هذا لا يعني انها لن تسبب، وهذا امر يدعوا الى الاطمئنان، عند إلتزام مزود الخدمة باجراءات السلامة والمواصفات والقوة والاشارة المحددة فلا خطر.
[poll id=”13″]