بعد التطوّر الهائل للتقنية والإنترنت اليوم، وإمكانيّة وجود منفذ لكلّ إنسان في العالم، إلى عوالم افتراضيّة؛ جعل ذلك الحياة تتغيّر تماما، من أبسط الأشياء مثل: توصيل الأكل، وركوب سيّارات الأجرة، ومرورا بشراء التذاكر وبناء منزل وبيعه وقبض ثمنه أونلاين، إلى أعقدها مثل: الهُويّة الإلكترونيّة والمواطنة الرقميّة والعملة الإلكترونيّة.
في هذا المقال، لن نتحدّث عن الطلبات الخاصّة للتسوّق أونلاين (Online Shopping) والتي هي بالمليارات، ولا عن مواقعها المهمّة، مثل: علي بابا وأمازون وeBay، ومميزات كلّ منها وعيوبها.
إنما سنسلّط الضوء على أمر أكثر أهميّة وأساسيّة، وهو دليل التسوق الإلكتروني: ماذا تفعل، وماذا تحذر، وما الذي عليك اجتنابه. وكيف تشتري، كيف تتخذ قرار الشراء، وكيف تنهي عملية الشراء.
وهو خلاصة تجربة خاصّة لي امتدّت – ولا تزال – سنوات. وبعض الدروس تعلّمتها بالطريقة الصعبة؛ أيّ بعد الوقوع فيها.
التسوق الإلكتروني لا يحتاج الكثير من الأمور المعقدة؛ بطاقة ائتمانية صالحة لفترة زمنية جيدة نسبيا “ستة أشهر على الأقل”، وفتح حساب ببريد إلكتروني تم تأمينه جيدا، ورقم هاتف صالح، حيث إنّ بعض المواقع يحتاج إثباتا بأنّك لست Robot or Bot أو تطبيقا مزوّرا أو مزعجا.
أيضا، تحتاج عنوان الشحن Shipping Address أو الشركة التي ستتوجه لها الشحنات، وحاليّا تعتبر أرامكس – ولها فرعٌ نشِط في ليبيا – أقوى الشركات في العالم في التوصيل العالمي، وتستقبل الشحنات من أكثر من 27 دولة.
أمّا بخصوص عنوان الفواتير أو عنوان سداد القيم المالية، فهناك أمرٌ عليك الانتباه له؛ احذر أن تضع نفس عنوان الشحن، إلا لو كان الشحن متوجّها إلى منزلك.
عدا ذلك، ضعْ العنوان المسجّل لك، في البنك الذي صدرت منه بطاقتك الائتمانية، حيث أنّه موجودٌ في بطاقتك بشكل مخفيّ، ويوجد معلومات اخرى عنك، لا تراها، بالإضافة إلى المعلومات التي تراها؛ كالأرقام السرية والتسلسل والاسم.
بهذه المتطلبات الثلاثة؛ نستطيع القول أنّ لديك الحد الأدنى للقيام بعمليات شراء صغيرة إلى متوسطة، وهي عمليّات شخصيّة، وعادة ما تكون بين 2000 إلى 3000 دولار أمريكي.
قد يظنّ البعض، أنّ الحديث عن التسوق الإلكتروني في ليبيا اليوم، أمرٌ ترفيٌّ، خصوصا وأنّ السيولة بالكاد متوفّرة، والبنوك الليبيّة لا تستخرج بطاقات ائتمان دوليّة. ورغم صحّة ذلك؛ إلا أنّ الطلب على التسوّق الإلكتروني في تزايد مستمرّ، الأمر الذي يجعلنا نتوقع ازدهارا كبيرا له، في حال تسهّلت الأمور.
من المهمّ، معرفة أنّ الكثيرين في ليبيا، يتسوّقون إلكترونيّا، خصوصا وبعض المصارف تتيح لبطاقات أرباب الأسر أو الأغراض الشخصيّة (بطاقة 10 آلاف دولار) استعمالها للتسوق عبر الإنترنت.
هؤلاء المتسوّقون عبر الإنترنت، بعضهم يتسوّق ضرورة؛ للتسجيل في الامتحانات، شراء بعض التطبيقات، أو دفع رسوم مؤسسات أجنبيّة، وبعضهم اختيارا، لأغراض متفرّقة؛ خصوصا وأنّ الفرق في القيمة والجودة، بين البضاعة المعروضة محليّا، وسعرها على الإنترنت – بما في ذلك تكاليف الشحن – كبير جدا بشكل لا يصدّق (الأجهزة الإلكترونية على سبيل المثال).
وإليك أبرز النصائح والقواعد والإرشادات الخاصّة بالتسوّق الإلكتروني
الإنسان المعاصر غلبت عليه طبيعة الاستهلاك، ويحبّ أن يمتلك الكوكب كاملا، وأن يجمع كلّ شيء. وليبيا ليست استثناء في حبّ الناس للشراء وتفشّي ثقافة الاستهلاك.
وحتى تتخلص من هذا الأمر وُجِدتْ سلة المشتريات Cart ووجدت أيضا, مجموعة تسمى I Liked It وهي خاصة بالبضائع التي تعجبك. اِرمِ كلّ شيء تريده أو يعجبك في إحدى السلّتين، ولا يعني ذلك أنّك ستقوم بشرائها ضرورة. وإيّاك أن تتّخذ قرار الشراء مُباشرة ومتعجّلا، مهمّا كنتَ متيقّنا.
خير دليل لك في معرفة سمعة المواقع، هو جوجل. بإمكانك كتابة Top Online Shopping ثمّ تكتب بعدها، المجال الذي تريد الشراء فيه، مثلا: ملابس أو أجهزة كمبيوتر أو موبايلات أو أيقونات أو ما تريد.
من الجيّد أيضا، أن تتذكّر هذه المواقع العالميّة والمرجعية: amazon, DHGate, Newegg, AliExpress, eBay فغالبا ستجد ضالّتك وطلبك المنشود، فيها.
وذلك عبر مواقع وتطبيقات الشحن، فكلها توفر هذه الخدمة مجانا. ومن تجربة شخصيّة، فيها متعة كبيرة، إذ ترى ما اشتريته يمرّ عبر دول مختلفة ومطارات شتّى، حتى يصل إليك. في الوقت نفسه بها بعض المرارة، حيث أنّ الشحنة تسافر أكثر منك، بينما أنت جالسٌ في بيتك، دون كهرباء وتسمع “الرزم” وقد يأتيك صاروخ أسرع من وصول الشحنة إليك.
لذلك شدّدنا عليك في نقطة سابقة، ضرورة أن تكون عمليات الشراء من مواقع مشهورة ولها سمعتها، وضرورة أن تقرأ سياساتها في كلّ منتج.
التسوق الإلكتروني هو المستقبل الذي لا بديل عنه. اليوم نأكل ونشرب ونتحرّك ونشتري ونتبضّع من الإنترنت. “أمازون” بدأت في المتاجر الغذائية دون وجود شخص بائع. “علي بابا” أصبح يبيع في يوم واحد فقط – يوم العزّاب مثلا – أكثر من جميع متاجر العالم.
ما يوفره لك التسوق الإلكتروني، من الوقت المحفوظ في عمليات الشراء، والشحن، والخدمات المتاحة، وكثرة العروض والتقليل من الاستغلال، والاستفادة من تجارب غيرك وتقييماتهم وكذلك إفادتهم، كلّ ذلك يجعل العالم بين يديك، فاستفد من هذه المزايا بذكاء، قدر الإمكان.