فيسبوك والحرب

فيسبوك والحرب من واقع تجربتي في بلد يشهد اشتباكات بين الحين والأخر وقد تصل الأمور إلى حدود الحروب الضخمة وحركة جيوش وسرايا وكتائب وقتل وج…

فيسبوك والحرب

من واقع تجربتي في بلد يشهد اشتباكات بين الحين والأخر وقد تصل الأمور إلى حدود الحروب الضخمة وحركة جيوش وسرايا وكتائب وقتل وجرائم حرب وسقوط أنظمة وحكومات، فإنني أرى أن الفيسبوك كموقع تواصل اجتماعي يلعب دور يزيد عن 60% إلى 70% في زيادة فاعلية سوء أو نفعية الحدث.

أتحدث لكم عن منصة استخدمت في كثير من الأحيان الاستخدام السيء في ظروف الحروب من أمراء الحروب وحكومات بعينها فيما ينتهك قوانين وشروط شركة فيسبوك والتلاعب في المحتوى ونشر الشائعات والأخبار الكاذبة وحوادث الابتزاز.

وعلى صعيد آخر أتحدث لكم عن منصة استخدمت أروع استخدام من طرف الشعب والأهالي والبسطاء في جني قوت يومهم وقاعدة لبيع وشراء السيارات والعقارات والسلع المستعملة ومنصة لتبادل مئات الملايين من الدنانير وحتى الدولارات.

أتحدث لكم عن موقع يستهلك ما بين ثلاث إلى أربع ساعات يوميا من حياة كل ليبي بالغ يستسقى منه المعلومات والأخبار والخرائط والنكت والصور وحتى حوادث الجرائم وأحداث الحروب.

سأحاول في هذه المقالة المختصرة تلخيص ما يمكن تلخيصه عن استخدام المواطن الليبي لموقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك في الحرب، وكذلك طرق الوقاية من الشائعات والحد منها واستخدامه الاستخدام الحسن الآمن.

الأخبار الكاذبة والشائعات:

لا تعد الأخبار الكاذبة مشكلة في الأوساط الاجتماعية الليبية على الفيسبوك فقط بل هي مشكلة عالمية وما يزيد الأمر سوءا في ليبيا هو عدم وجود مصدر أخر عدا الفيسبوك في استسقاء المعلومات فلا يوجد صحافة أو مواقع إلكترونية يشهد لها بالحيادية والنزاهة في نقل الحدث ولا يوجد قنوات فضائية فاعلة في نقل الأخبار بصدق وحيادية بعيدا عن التضخيم، هذا أدى إلى أن تكون وسائل التواصل الاجتماعية وهي تحديدا الفيسبوك مصدرا أساسيا لنمو الشائعة أو استهداف شرائح المجتمع بمختلف أطيافها وتوجهاتها وأفكارها وأعمارها، الأمر الذي أصبح الفيسبوك في ليبيا يشهد وضع مختلف عن العالم وقد تفرض إدارة الفيسبوك المزيد من الضوابط عليه في ليبيا مستقبلا.

فعلى سبيل المثال لا الحصر قد شهدت عدة حروب طاحنة وأنا في قلب ليبيا وفي عاصمتها وأحيانا خارجا منها والآن أنا أكتب وأنا خارج الوطن، وأرى أشياء قد لا يراه من هو داخل هذه المعمعة أو الحرب أو أن القذائف والصواريخ تؤثر بشكل حاد على نفسيته.

الفيسبوك يستخدم من أطراف النزاع لخداع الرأي العام بتحريك جيوش غير موجودة وهجوم لم يحدث ومناطق احتلت هي في حقيقة الأمر لم تحتل وغنائم ليست بدرجة التضخيم الحاصل وفي أحيان كثيرة تصوير أرتال من عدة زاويا وتنزيل هذه الفيديوهات على عدة أيام، بحيث يوجه رسالة نفسية ومعنوية لطرف الأخر وكذلك الشعب ان هذه أرتال مختلفة وكذلك تزوير مستندات لحكومات أو أفراد أو تدليس معلومات، كذلك استخدام الصفحات كثيرة الرواج وكثيرة الاعجاب في الترويج لأخبار وتغيير مسميات الأفراد والحكومات والصفات وتكرار ذلك حتى يصبح أمر محققا، حين تقرا كلامي وخصوصا الأطراف المتناحرة فإن كل طرف سيصنف كلامي أني تابع لطرف الآخر، ولكن حقيقة الأمر أني ضد خطاب الكراهية وضد الأخبار الكاذبة وضد تزيف المعلومات وضد نشر الصور المؤلمة وكذلك الفيسبوك يمنع ويحرم مثل هذه التصرفات.

لنتفق على أمر محدد وهو أن الشعب الليبي وكل الشعوب ومستخدمي التقنية لا يريدون استخدامها فيما يسيء لبعضهم البعض، ومن يفعل مثل هذه الانتهاكات هو فئة بسيطة جدا تعمل لدى كل طرف من أطراف النزاع، وتتقاضى أجر مقابل ذلك وأنها تخضع لتوجيهات عسكرية وسياسية وتوجهات. كل ما أسلفته يمنعه الفيسبوك وبشدة وهذه بعض النصائح الواجب إتباعها حتى لا تنساق وتخدع بمثل هذه المعلومات:

 

نصائح التعامل مع الفيسبوك في ظل النزاعات المسلحة:

1- لا تصدق الصفحات والمجموعات المنتمية لأي طرف في هذا النزاع أو لديها مصلحة من هذا النزاع.

2- لا تصدق غالبية الأوراق الرسمية والمستندات المنتشرة في أوقات الحروب والنزاعات المسلحة فتعديل الصورة ببرنامج الرسام أبسط البرامج لا يحتاج الكثير من الوقت ويوجد برامج على الأجهزة الذكية تقوم بالعملية بكل سهولة ويسر.

3- لا تشارك الأخبار التي لا تستند على أساس مادي ولا تصدق مثل هذه المفردات التي روجت لها الكثير من القنوات الفضائية من سنوات مثل: “ويرى محللون، ووفق شهود عيان، وقال ناشطون، إلخ” وقس على ذلك ما لم أقل.

4- الابتعاد عن مشاركة وقراءة الأخبار التي تدعوا للانفصالية والجهوية والقبلية والعدوانية والفتنة والخطاب الديني المعدل لغايات سياسية وعسكرية والدعوة للقتال والقتل وحمل السلاح والعنصرية اتجاه طرف على أي أساس كان وفي أي مكان كان.

5- عدم الخوض في أي معلومات حساسة عن أماكن تواجد تجمعات عسكرية أو قتالية على الأرض حتى لا تتعرض لتفتيش وتتعرض سلامتك الشخصية للخطر أو أن تكون معلوماتك خاطئة وتعرض أناس أبرياء للخطر.

6- حاول ألا تخسر أصدقائك وجيرانك من أجل خلاف سياسي أو فكري أونلاين أو واقعيا، الفيسبوك وجد لتواصل الاجتماعي وليس للخلاف الاجتماعي.

7- تذكر دائما أن من يكتب أو يحرر في الصفحات التي تدعو للكراهية والقتل قد يكون القائم عليها أجنبي وليس من سكان البلد أساسا أو يكون طفل صغير عمره أقل من 15 عام ويتوقع أن الموت لعبة.

8- لا تشارك مقاطع القتل والصور فقد تكون أساسا من معارك في دول أخرى منذ سنوات وقد استخدمت من أطراف النزاع لأغراض نفسية ومعنوية.

9- اتجه باستمرار للإعلام الرسمي أو تجنب الخوض في هذه الأمور فلن يغير رأيك من اتجاه الرصاصة.

10- خطابات السفارات الأجنبية والأمم المتحدة والهلال الأحمر والمفوضية السامية لشئون اللاجئين غالبا ما تقدم المعلومة الصادقة عن المجريات. وغالبا حساباتها على موقع تويتر أكثر مصداقية.

11- اعتمد على تطبيقات مثل تطبيق Averto فهو يعتمد على عدد البلاغات والتحقق منها داخل طرابلس.

12- مجموعات مثل المسار الآمن وشوارع طرابلس تبين لك الوضع الأمني إلى حد ما.

13- تداول معلومة غير مؤكد سيجعل طرف أخر يضع أمامها كلمة معلومة موثقة ومؤكدة، وبهذه الطريقة تتكون الإشاعة.

14- يوجد خيار موجود لكل منشور بترك رأيك عن المنشور وتصنيف المنشور في حالة أنه يخل بأي من شروط ومعايير فيسبوك من بينها: الكراهية، العنصرية، بيع مواد خطرة، بيع أشياء غير مصرح بها، الإرهاب، أخبار كاذبة، عنف، مضايقة، انتحار أو ضرر نفسي، إساءة. بمجرد وضع هذا التقرير على المنشور سيضع الفيسبوك إشعار خطر وتراجعه الإدارة المختصة على الفور وقد يحذف الحساب أو الصفحة أو المنشور أو يحظر من النشر.

[

 

15- لا تشارك منشورات تشتبه فيها أو تتوقع أنها قد تسبب خطر لأي شخص كان، وحتى أن وجد فيها السطر الذي يدغدغ المشاعر مثل: شارك ليستفيد غيرك، أنقذ حياة غيرك.

16- خوذ الأخبار من العموم، بكثرة النشر من الناس المحايدين وما اجتمع عليه الناس الذين تثق فيهم، وتعرفهم بشكل شخصي ومتأكد من سلامة نقلهم ومشاهدتهم للحدث والمعلومة.

17- تأكد من ترجمة البيانات الأجنبية، فغالبية البيانات التي وجدتها سواء من الأمم المتحدة أو السفارات تترجم بناءا على أراء الكاتب الذي يتبع أحد الأطراف.

18- غالبا تكون الأخبار التكتيكية والعسكرية أو المواجهات المسلحة غير معلومة التفاصيل ومن ينشر الخطط على الصفحات ينشر خيالات ونسخ لكلمات رنانة وجميلة، تبهر الجمهور والعوام.

19- لديك أربع خيارات أساسية لتغيير ما تشاهد وتراه على Timeline وهي Unfollow, Unfriend, Unlike, Block إلغاء متابعة، إلغاء صداقة، إلغاء إعجاب، وحظر.

20- لا تكن مصدرا لشائعة أو مجندا مجانيا لأطراف النزاع وتذكر أن أي معلومة كاذبة قد يكون ضحيتها إنسان برئ، وكن سبب في إنقاذ الناس ومساعدة الأهالي في مناطق الاشتباك التوتر.

21- دعم الصفحات بالإعجاب وزيادة Likes يدعم هذه الصفحات في عدم الرضوخ لتقارير الفيسبوك في حال نشروا أخبار كاذبة أو شائعات أو تحريض.

 

 

هذه بعض الأرقام الهامة في حالات الطوارئ:

خطوط هواتف المفوضية السامية لشئون اللاجئين لتقديم المساعدة الطارئة للعائلات الليبية النازحة داخلياً واللاجئين وطالبي اللجوء في حالة تدهور الوضع والنزوح القسري.

خطوط هواتفهم تعمل ويمكنكم التواصل معهم على:

رقم الهاتف 1 في طرابلس: 0919897936 (على مدار الأربع والعشرين ساعة)

رقم الهاتف 2 في طرابلس: 0917127644

رقم الهاتف 3 في طرابلس: 0919897937

رقم الهاتف في بنغازي: 0923186819 (على مدار الأربع والعشرين ساعة)

كما يمكنكم التواصل معهم عبر البريد الإلكتروني LBYTR@UNHCR.ORG أو بمراسلة صفحتهم على الفيسبوك.

 

ارقام الطوارئ بالهلال الأحمر فرع طرابلس: –

0928280061

0925001022

0945679092

0923943539 للبحث عن المفقودين بمناطق الاشتباك

 

 

 

كانت هذه تدوينة مستعجلة بتاريخ 8 إبريل 2019 كتبت خصيصا لمنع انتشار الشائعات والاخبار الكاذبة في العاصمة الليبية طرابلس.


أمين صالح
© جميع الحقوق محفوظة ، مدونة أمين صالح.