الشهر: ديسمبر 2019

الجيل الخامس

الجيل الخامس – 5G

الجيل الخامس 5G

هذا المقال لن يكون مقالاً عادياً كما هو المعتاد فهو مقال يعتمد على الكثير من المراجع والمصادر والشخصيات، كتب هذا المقال لتوضيح اللغط الحاصل في مختلف الأوساط العلمية والاجتماعية والصحفية، فمن منا لم يسمع تحذيرات ليل نهار من مخاطر تقنية الجيل الخامس وحتى الجيل الثاني، من منا لم يسمع بتجارب وقصص واخبار عاجلة عن المخاطر. عناوين براقة مثل:
أحذرو فإن الجيل الخامس مهلك

لا يوجد دليل واحد على آمان الجيل الخامس

ما حاجتنا لتقنية ستهلك الطيور والبشر والكائنات

توقيع مائتا عالم وطبيب على عريضة للأمم المتحدة بإيقاف 5G

الموجات الكهرومغناطيسية ستهلك البشرية

كثيرة هي العناوين الجذابة والتي تدعوك لقراءة مقال ينقصه الكثير من المراجع والفائدة العلمية وينتشر على إنه بحث علمي والنتيجة هو نشر شائعات على إنها حقيقة.

سأحاول في هذا الطرح الذي أرجو ان يكون خفيفا وسريعا وقويا أن أحلل واشرح وأوضح تفاصيل الجيل الخامس
في هذا الطرح سأناقش وأطرح كافة وجهات النظر بكل حياد وساخلص لنتيجة بحث بعد عدة أشهر من القراءة وسماع الأخبار والصوتيات وقراءة المقالات ومتابعة للأمر عن قرب، أخرها كان تدشين الخدمة بشكل تجريبي لشركة المدار الجديد في ليبيا.
أولا لنعرج قليلا بنظرة تاريخية عن تطور في تقنيات الإتصالات الهوائية أو اللاسلكية Wireless 

تطور أجيال الإتصالات:

شهد عام 1979 اول إطلاق وكان بشكل تجاري لجمهور الزبائن في 1982 لخدمات الاتصالات الصوتية اللاسلكية عن طريق الاشارات التناظرية Analog Signals بطيف موجي 824-894 MHz ”غير ضار بصحة وسلامة الانسان والبيئةوكان الإستخدام فيها صوتي فقط. وهو ما عرف بالجيل الأول أو  1G وباسم علمي Frequency Division Multiple Access FDMA.

وبعد ابحاث في مختلف جامعات ومعاهد العالم تم التوصل إلى النسخة النهائية من الجيل الثاني في عام 1990 والذي يعمل في جل مناطق العالم حاليا تحت اسم 2G وعلميا باسم Time Division Multiple Access TDMA ويستطيع نقل بيانات بمعدل 144 كيلوبت في الثانية وهو ما يعد ضعيفا جدا ولكن جاء بفكرة قوية في ذلك الوقت وهي USSD ، Unstructured Supplementary Service Data في نسخ مطورة من الجيل الثاني وكذلك رسائل SMS ، short message service حيث تم ارسال اول SMS بتاريخ 1992 وهو ما فتح الافق لاستخدمات كثيرة للهاتف المحمول، وكان الطيف الترددي لهذا الجيل غير ضار بحياة الإنسان وسلامتهوفق الأبحاث والتجارب والتجربة العملية التي نعيشها منذ ربع قرنحيث انه يعمل في قنوات من 380-1800 MHz . ومن هنا بدأنا في الإشارات الرقمية Digital Signals 0,1 بدلا عن الإشارات Analog Signals وهو ما سمح بتشفير البيانات المنقولة.

كذلك دخل تطوير الجيل الثاني المطور 2.5G حيز التنفيذ في 2003 وهو ما يسمى علميا

High Speed Circuit Switched Domain HSCSD وأضيف إليها سرعة نقل بسرعة ما بين 236.8 إلى 384 كيلوبت في الثانية والتي عرفت ببداية الجيل الثالث Enhanced for Data Rate for GSM Evolution EDGE

إنضمت كل التقنيات والأجيال سالفة الذكر في خدمة  General Packet Radio Service  GPRS  لنقل بيانات الإنترنت وهنا نكون قد بدأنا في جيل الإنترنت  وهي ما يسمح للشبكات السابقة بنقل حزم بيانات IP

في عام  2003 نستطيع ان نقول  اننا بدأنا في ثورة الإنترنت في العالم  بإستخدام  سرعات جيدة جدا واكثر من ممتازة في تلك الفترة وبحجز ترددات ما بين 1800-900 ميجا هيرتز Mhz  وبسرعة ما بين 384 كيلوبت في الثانية إلى غاية 2 ميجابت في الثانية. وهذا ما فتح المجال لرسائل MMS بالتواجد على هواتف كثيرة في العالم واشهرها Nokia في تلك الفترة الزمنية من 2005 إلى 2009
وهذه التسميات العلمية في عدة دول لتقنية الجيل الثالث لكل مرحلة مطورة وإختصاراتها العلمية

3G UMTS Universal Mobile Telecommunications System
والتي تستخدم تقنية تعرف بإسم
W-CDMA WideBand-Code Division Multiple Access

وتعرف في اليابان بإسم واختصار

FOMA Freedom Of Mobile Multimedia Access

أما في الصين فهي تعرف بإسم:
TD- SCDMA Time Division- Synchronous Code Division Multiple Access
لماذا أوردت هذه التفاصيل؟ لانني لم أجد مرجع عربي أو محتوى يوضح تفاصيل الاختصارات ومعناها العلمي والتقني وحيث أن اجهزة الهواتف الذكية المصنوعة في الهند والصين قد غزت العالم  فأصبح لزاما توضيح معاني الاختصارات التي نراها على أجهزتنا يوميا.

وتوالى تطوير هذا الجيل عبر عشر  سنوات حتى وصولها إلى 3.5G و كذلك 3.75G أو ما يعرف H+  وبسرعات تصل إلى  14mbps
3.5G

سرعات اجيال الانترنت

HSPA High Speed Packet Access

بسرعات من 1.4 إلى 5.8  ميجابت في الثانية وقد سمي في غالب أجهزة نوكيا في تلك HSPA أما في عموما الاجهزة الغير داعمة عرفت بإسم 3GPP
وطورت إلى  3.75G وهي ما تعرف بإسم HSPA+ High Speed Packet Access وبسرعات تصل إلى 14mbps
علما أن علامة H+ ترمز لعدة أجيال أو إصدارات من الجيل الثالث المطور من الإصدار السادس إلى  العاشر والتي تصل في الإصدارة العاشرة إلى  168mbps

ومن ثم 3.9 أو ما قبل الجيل الرابع HSOPA أو ما سمي أيضا مشروع LTE اختصارا Long Term Evolution وبسرعات ما بين 50 إلى  150mbpsوبترددات ما بين 800 إلى 2000 ميجاهيرتز وتطور في حالات LTE-A او الجيل الرابع المطور إلى 1Gbps وهي إستقبال اشارة الجيل الرابع من ثلاث ابراج في آن واحد. وهي التقنية الحالية التي تمتد وتجتاح جميع البلدان وتثبت وجودها وفاعليتها كونها تستطيع إختراق المباني والأجسام والحواجز دون الإضرار بها.

ما هو الجيل الخامس كسرعة واستخدام واستقرار؟
الجيل الخامس في أولى إصداراته هي الوصول لسرعة انترنت هائلة جدا تصل إلى 1.5Gbps وفي زمن تاخير يكاد يكون معدوم latency أقل من 1-2ms واحد إلى إثنان ميلي ثانية أو جزء من الألف من الثانية في حين أن الجيل الرابع المطور تصل إلى 70ms في أحسن الظروف واضف إلى سماحية الجيل الخامس للوصول لسرعة 20Gbps مستقبلا بدون أي تغيير في التقنية إنما إضافة قنوات أخرى بترددات أخرى، هذه التقنية جمعت بين تقنية الجيل الخامس وبتردداته التي تصل إلى 100 جيجاهيرتز وتقنيات الاجيال السابقة حيث انها تستخدم حيز ترددات اقل من التردد الذي يستخدمه 4G إلى أقصى تردد قد يستخدمه 5G والعديد من قنوات النقل المتاحة. قد يكون أفضل مثال على ذلك هو افتتاح طرق حديثة فيها حد أدنى لسرعة 200km/h وبدون توقف او تاخير او اشارات مرور، مع طرق عادية وكلها تعمل في ذات الوقت وبالإمكان إضافة طرق بكل سهولة ويسر مستقبلا بدون الحاجة لأبراج جديدة. أي أننا سنرى نقلة نوعية في السرعة وزمن الوصول وتقنيات الواقع المعزز والتعليم والسيارات ذاتية القيادة والعمليات الجراحية عن بعد وانترنت الأشياء IoT.

كيف تعمل تغطية وإشارة الجيل الخامس؟


ستكون الإشارة مقسمة إلى أربعة أطياف أو أربعة سعات ترددية:

كيف تعمل تغطية وإشارة الجيل الخامس

* أقل من 800Mhz وهي المستخدمة حاليا في الجيل الرابع وستصل لمسافات كبيرة قد تصل لعدة كيلومترات مفتوحة. بسرعة كحد أقصى 100Mbps
*
ما بين 800Mhz إلى 2Ghz وهي ذاتها تقنية الجيل الرابع المطور 4.5G والتي تصل سرعتها إلى 1Gbps وبنفس تغطية الجيل الرابع المطور.
*
التردد المتوسط والذي يكون اقل من 6Ghz وهو ما سيستخدم للإنترنت المنزلي كون هذا الطيف يمكنه اختراق الجدران والأجسام والحواجز وبسرعات أعلى من جيجابت في الثانية. وهو قريب جدا من تردد wifi  المنزلي.

* الطيف الترددي او الموجي العالي mmWave  وهو التقنية الحديثة للفايف جي والذي يصل في اقصاه إلى 100Ghz وستكون فيه السرعات العالية جدا وسرعة الإستجابة العالية. وما يعيب هذا الطيف الترددي العالي أنه غير قادر على إختراق المباني والأجسام والحواجز إضافة إلى مساحة التغطية الضعيفة والتي في أحسن الأحوال لن تتعدى 1 كيلومتر مربع. والتي ستكون مفيدة جدا لملاعب كرة القدم والحدائق والميادين العامة.

الطيف الترددي لموجات شبكات المحمول


هل فعلا نحتاج إلى سرعات الجيل الخامس؟
إذا تم سؤالي بشكل شخصي غير مدرك لأي إحصاءات أو أرقام تجارية أو نظر معطيات إستهلاك الزبائن والأبراج فستكون إجابتي أن إحتياجي أنا وغيري من المستهلكين ممتاز جدا بخدمات الجيل الرابع والرابع المطور والذي يصل  ما بين 150ميجابت إلى 1Gbps وهي السرعة الممتازة لأي مستخدم فبحسب التجربة الفعلية لي ولعشرات الآلاف فإن  إستهلاك:

لمشاهدة  فيديو على يوتيوب بدقة 1080p فستكون 5Mbps اكثر من كافية.
مشاهدة فيديو على أي منصة بدقة 4K فستكون سرعة 25mbps اكثر من كافية.

مشاهدة نيتفلكس فإن شبكة  Netflix تنصح بسرعة ما بين 3  إلى 5mbps.

الاستماع لموسيقى عالية الجودة على apple music  او اي مشغل موسيقى 1mbps .

أما بخصوص اللعب أوينلاين  فينصح بأن لا تقل السرعة عن  1mbps بمعدل تأخير اقل 150ms وفي بعض الحالات في الألعاب القتالية اقل من 70ms.

افضل سرعة لتحميل الملفات والخدمات السحابية فهي  50mbps على اقل تقدير.

حتى لحظة كتابة هذا المقال في اوائل ديسمبر 2019 فإن الأحصائيات العالمية تقول أن جل إستهلاك الإنترنت. هو استهلاك Streaming أي مشاهدة أفلام ومقاطع فيديو، فيوتيوب وحده يستحوذ على نسبة 37% من الإستهلاك العالمي على الموبايلات وفيسبوك وإنستقرام وسنابشات يصلون إلى نسبة 14% .

مما سبق يتضح لنا ان خدمات الجيل الرابع المطورة LTE advanced أكثر من كافية في حالة إستقرارها  وان سرعة 150mbps اكثر من جيدة لعموم المستخدمين وهنا نتحدث على العموم وليس الإستثناء. إذن لماذا الجيل الخامس؟

استخدامات ومزايا الجيل الخامس:

استخدامات الجيل الخامس في قيادة السيارات

* السيارات ذاتية القيادة: كبداية فإن تقنيات الجيل الخامس تركز على تقليل زمن تاخير وصول حزمة البيانات أو إختصارا سرعة الإستجابة، بحيث يكون اقل زمن ممكن وهو 1ms بحيث ان سيارة تيسلا او جوجل او اي سيارة ذاتية القيادة ستعبر بسرعة عالية جدا في طرق سريعة واذا حدث امر طارئ سترسل الحادثة كاملة بكل تفاصيلها وصورها وسرعتها ومعطيتها في زمن 1ms وسيتم معالجتها في سيرفرات الشركة المصنعة والمالكة لنظام القيادة وتعيد إرساله إلى السيارة في زمن قدره 1ms اي اننا نملك اليوم قرار لسيارة تسير مع اي مؤثر في خلال 2-3ms وهو زمن اسرع من قرار وتفكير الانسان ويعالج معطيات لا يستطيع الانسان مقدرته الحسية معالجتها، وكذلك تفيد هذه التقنية في تخاطب السيارات مع بعضها البعض.

* إجراء العمليات الجراحية عن بعد: الميزة القوية في الجيل الخامس هي سرعة الإستجابة العالية فاليوم نستطيع من خلال تقنيات الواقع المعزز واستخدام الروبوتات عن بعد من اجراء عملية جراحية عابرة للقارات وبزمن تاخير اقل من رمشة عين الإنسان أي إننا نتحدث عن 1-3ms وهذا شيء ثوري للغاية. فلن تضطر بعد اليوم لإنتظار طبيب متخصص في شيء معين حتى يعاين الحالة فبواسطة انترنت الاشياء والروبوتات ونظارات الواقع المعزز VR يستطيع الطبيب تشخيص الحالة عن بعد ويراها كأنها أمامه.

* الروبوتات :  لن يعرف قوة هذه الخدمة أحد أكثر من مصانع السيارات وخطوط الإنتاج بمختلف انواعها، فالسيارات هي اكثر الأجهزة التي نستخدمها اليوم وتحتاج إلى ثلاثة آلاف قطعة على الأقل مجمعة مع بعض لكي تتحرك وتكون سيارة، عملية الربط كانت تتم ببرمجة الروبوتات offline او توصيل الروبوتات بشبكة عن طريق خطوط الألياف البصرية Fiber والتي تعد باهضة الثمن من حيث الصيانة والإقتناء. سيكون هذا الأمر في عداد التقادم خلال العشر سنوات القادمة فالتقنيات اللاسلكية قادمة وبقوة.

* إنترنت الأشياء IoT : اليوم اصبح انترنت الأشياء واقعا ملموسا فالعالم يتجه إلى المنزل الذي يفكر ويعمل لوحده ليريح الإنسان، المنزل الذكي. وسنرى هذا تجاريا خلال العشر أعوام القادم فستكون العمالة في المنازل والمطاعم والمصانع تعمل بالإنترنت وكذلك الثلاجة والموقد والتدفئة والتكييف والأبواب والسيارة والساعة والنظارة كلها ستتخاطب مع بعضها البعض وهذا ما سيقلل زمن الإستجابة فيها يعطي نتئاج مذهلة للغاية. وسيقدم تجربة إنسانية وخدمية فائقة الروعة وأعلى من الخيال.

* الطائرات من غير طيار : سيفتح هذا الجيل من التقنية الباب أمام تجربة فريدة جدا من التوصيل والشحن والنقل والتصوير والحركة فاليوم تستطيع جميع Drones التواصل مع بعضها في تنظيم الحركة في الهواء، وسيفتح هذا الباب ابوابا أخرى من إيجار، وطرق شحن، وتصوير، ومشاريع مستقبلية من الصعب تخيلها اليوم. وكذلك التصوير السينمائي الحقيقي من مختلف الجهات بحيث تستطيع كل طائرة مخاطبة الأخرى في زمن يكاد يكون حقيقي.

* انترنت أعلى جودة QoS : كنا في الأجيال السابقة نعاني أحيانا من عدم إستقرار الخدمة في التجمعات البشرية مثل الأسواق وملاعب كرة القدم أو وجود عدد كبير ممن يستخدمون الانترنت بضغط شديد streaming اما اليوم فالعملية ستكون مفصولة وستتم معالجة الكثير من حركة البيانات في الأبراج والأجهزة وتسمح لبعض البيانات بالحركة في طرق فارغة وترك المجال للأوامر التي تحتاج إستجابة سريعة أو الإستهلاك الغير مفرط.

الصحة و الجيل الخامس:

لماذا فصلنا كل هذا التفصيل في الجيل الخامس والأجيال السابقة من تقنيات الإتصالات؟ حتى أبين لك ورغم كثرة هذه الترددات والموجات المختلفة فإنه لم يسجل حالات خطر على حياة الإنسان والبيئة.

فعبر ثلاثين عام من الاستخدام المفرط للأجهزة المحمولة فلا وجود أي تأثير لموجات الأبراج والهواتف وإشاراتها. وهذا يرجع لمعايير فرضتها منظمات دولية تقوم بوضع حد أقصى لاستخدام الطاقة والترددات وتنظم الأمر ولا تترك الأمر تجاريا أو بشكل غير مسؤول.


خطر الموجات والترددات على الإنسان: بالتأكيد أن سبب قراءتك لهذا المقال هو الموضوع الصحي وخطورة فايف جي 5G أو تقنيات الجيل الخامس على الصحة والإنسان والبيئة. وأبدا في الإسترسال هنا ببعض التوضيحات وهي انه يجب نعرف ما هو الخطر المزعوم أولا ونفككه والخطر الحقيقي ونوضحه بشكل علمي.. وقد يكون أفضل كاتب عربي بحث وإستقصى عن الأمر هو الدكتور محمد قاسم وقد قام بمجهود جبار في إيضاح عدم صدق الكثير من الإدعاءات بمراسلة من وقع على عريضة رفض التقنية ومن توجه بالعريضة للأمم المتحدةحيث انه لم يثبت صحة ادعاء أيا منهم ولم يستطع جل الموقعين من إثبات خطورة الترددات أو القدرة المستخدمة.
ماهي الإشعاعات؟
هي أحد أشكال الطاقة الكهرومغناطيسية والتي تتكون من مجموعة من الأمواج من الطاقة الكهربائية والمغناطيسية تسير سوياً في الفضاء. وهُناك نوعين رئيسين من الاشعاعات، المُتأينة Lonising وغير المُتأينة Non-Lonising.

الطيف الترددي لتقنية الجيل الخامس

كما هو مبين في الصورة فإن جميع ما نستخدمه ونراه من موجات في حياتنا اليومية هو ما نستخدمه منذ سنوات ولا يضر بحياة وسلامة الإنسان ومنه على سبيل المثال لا الحصر : الضوء بجميع ألوانه غير ضار فهو بطول موجي ما بين 500-700 نانو متر وبترددات تصل إلى تيرا 580-430  تيراهيرتز اما موجات AM فهي ما بين 535 إلى 1605 khz  وموجات الراديو FM فهي ما بين 108-88 MHz وغيرها من الموجات التي بمقدور الإنسان التعامل معها ولا تؤثر على صحته.
الموجات التي تؤثر بشكل مباشر فعلي على الإنسان هي التي تضر بالحمض النووي للإنسان بشكل مباشر وتعمل على تأيين المادة Ionization في الحمض النووي وهو ما يعرف علميا بإسم Damages DNA كما حدث في كارثة مفعل تشرنوبل، وأشعة جاما Gamma Rays  والأشعة السينية X-ray  وبعض الأشعة فوق البنفسجية  والتي تغيير لون البشرة وقد تسبب في سرطان الجلد في حالات منها.

السؤال المطروح ووفق المخطط الذي يوضح الاشعاعات المتأينة وغير المتأينة فإن جهاز الميكرويف المنزلي غير ضار ولكنه في الحقيقة يسخن المادة وقد يدمر حي؟
نعم جهاز المايكرويف ضار بسبب قوة الطاقة التي ينتجها فحيث انه يستهلك طاقة بقدرة 1000watt لتوجيه اشعاعات بتردد 2450Mhz  وهو مالا نراه في أجهزة الهواتف المحمول والكمبيوتر حيث ان أقصى طاقة في أجهزة الهاتف التي نملكها اليوم هو 0.1watt وفي حالة الأبراج فهي 5watt وفي أسوأ الأحوال في المناطق المزحمة جدا جدا مثل ملاعب كرة القدم والمولات فهي 20watt مقسومة على عدد البشر الموجودين والذين يتجاوزون مئات الآلاف فهي غير ضارة إطلاقا خصوصا أنها قد تكون موجات الجيل الرابع.
وِفقاً للحد الآمن الأقصى الذي وضعته لجنة الاتصالات الفيدرالية FCC ، فإن نسبة امتصاص الهواتف للأشعة

Specific Absorption Rate SAR والتي تُقدّر ب 1.6 واط لكل كيلو جرام غير قادرة على الإطلاق على رفع درجة حرارة جسدك. وقد تم رفع هذا الحد إلى 2 واط لكل كيلو جرام وِفقاً لمعايير اللجنة الدولية للحماية من الاشعاعات غير المُتأينة ICNIRP.
تنويه: في حالة أنك تتخوف بشكل عالي جدا من الموجات وتتملكك الريبة بإمكانك إقتناء جهاز يحجب جميع أنواع الإشارة عنك ولكن سيكون هذا بناء على طلبك وانت المسؤول عنه Wi-Fi Guard وهو يحجب عنك أكثر من 90% من الإشارة. ولكن لا أراه مفيدا.

الطيف الترددي لتقنية الجيل الخامس

هل إشارات الاتصالات عموما والجيل الخامس خصوصا ضارة؟

للإجابة عن هذا السؤال يجب التوجه لمصادر الدراسات والأبحاث ووفقا لمنظمة الصحة العالمية

World Health Organization WHO فإن الوكالة الدولية لأبحاث السرطان

International Agency of Research on Cancer IARC صنفت ترددات موجات الراديو كمواد مسببة للسرطان من فئة 2B فما هو تصنيف 2B؟.   إضغط على الرابط لمشاهدة التصنيف:

https://www.iarc.fr/wp-content/uploads/2018/07/pr208_E.pdf

2B:
This category is used for agents for which there is limited evidence of carcinogenicity in humans and less than sufficient evidence of carcinogenicity in experimental animals. It may also be used when there is inadequate evidence of carcinogenicity in humans but there is sufficient evidence of carcinogenicity in experimental animals. In some instances, an agent for which there is inadequate evidence of carcinogenicity in humans and less than sufficient evidence of carcinogenicity in experimental animals together with supporting evidence from mechanistic and other relevant data may be placed in this group. An agent may be classified in this category solely on the basis of strong evidence from mechanistic and other relevant data.


هذه المجموعة هي التي توجد فيها أدلة محدودة على حدوثها في البشر وحتى أقل من دليل كاف على حدوث السرطان في الحيوانات التجريبية. ويمكن أيضا أن تحدث السرطنة في الحيوانات التجريبية. في بعض الحالات ، الحالة التي يوجد لها عدم كفاية الأدلة على السرطنة لدى البشر وأقل من الأدلة الكافية على التسرطن في الحيوانات التجريبية مع الأدلة الداعمة والأدلة القوية من الآلية وغيرها من البيانات ذات الصلة قد يتم وضعها في هذه المجموعةيقصد مجموعة 2B“.“ إنتهى الاقتباس وكانت هذه أفضل ترجمة لي بمساعدة مترجم جوجل.

مما سبق يتضح لنا أن جميع إشارات وترددات الإتصالات إن ظلت في تحت النسبة الممحددة لها من FCC فهي آمنة وغير مسببة لسرطان. وهي تعتمد على الطاقة التي ترسل بها هذه الموجات.

تقارير دولية، دراسات وابحاث:

تقارير دولية، دراسات وابحاث عن 5G

في يناير من عام 2019 تقدم 180 عالم وطبيب من 36 بلد برسالة للاتحاد الأوروبي  أن تقنية 5G قد تكون خطيرة على البيئة والإنسان والأشجار والطيور والكائنات الحية وقد تسبب السرطان ولكن لم يقدم العلماء أي أبحاث علمية تثبت صحة قولهم بل كانت معظم أبحاثهم لم تخلص لحقائق ونتائج وإستنتاجات تدعم الرسالة، أو لم تكن هناك أبحاث اساسا إنما مخاوف من تقنية. ونتيجة هذا السيل العارم من الإدعاءات واللغط والشائعات ذهبت خلف خيط واحد وهو ما بحث خلفه الدكتور الفاضل محمد قاسم وإتضح فعلا أن لا حقيقة وراء هذه الإدعاءات، أنصحك بقراءة مقاله كاملا أو سماع البودكاست الخاص به في هذا الشأن. كل التفاصيل مكتوبة في موقع سايوير. ويمكنك سماع الحلقة على أبل بودكاست

وقد وافق الدكتور محمد قاسم بنشر هذا الإقتباس من موقعه الرسمي

أطلق على مناشدة الجيل السابق “عالم حقول الموجات الكهرومغناطيسية” (EMF Scientist)، وقرأت مناشدتهم أيضا، وهي أيضا تذكر مخاوف كثيرة، وتود لو تُلغى جميع موجات الاتصالات من حياتنا من ضمنها موجات 1-4G والواي فاي والهواتف اللاسلكية المنزلية، والراديو وأي شيء يطلق إشارات حتى لو كانت بسيطة، كل الموجات التي صنعها الإنسان ضارة.6)

وضعوا أسماء العلماء الموقعين أسفل العريضة أو المناشدة، لم تكن في صفحة العلماء الموقعين إيميلات، فذهبت إلى صفحة فيها مجموعة من العلماء مع كلماتهم ضد شبكات الاتصال بشكل عام، ومع كل عالم إيميل، فقررت أن أبعث رسائل لهم أطلب منهم أن يعطوني أراؤهم في شبكة 5G، كان عددهم 26 عالما، لاحظت إن العديد منهم لم يمتلك إيميل تابع لمؤسسة رسمية، مثل جامعة أو شركة أو ما أشبه، تجد إيميل ياهو أو جيميل، بعضهم يمتلك إيميل رسمي سواء لشركة أو مؤسسة أكاديمية، أمر غريب (رسالة إلى الأمم المتحدة لشخصيات علمية مع إيميل غير رسمي)، وحتى أكون على حسن ظن فيهم، سأعتبر أن أولئك الأشخاص لا يريدون أن يمثلوا الجهة التي يعملون بها، ففضلوا التواصل عبر إيميل شخصي.

أرسلت إيميل لتسعة أشخاص منهم، جاءني الرد من 4 منهم فقط، وإثنين آخرين رجع لي الإيميل منهم (Bounced)، إي لا وجود لإيميلاتهم الآن، والباقي لم يرد، طلبت منهم ذكر مخاطر 5G، فسطر بعضهم المخاطر من غير أي مصادر، رديت عليهم بطلب مصادر، ردت علي عالمة واحدة منهم إنها ستصنع صفحة للمصادر لاحقا، وإنها ستعلمني بها حينما تنتهي منها، تخيل إن هذه العريضة أرسلت للأمم المتحدة قبل عدة سنوات، والشخص الذي وقع على العريضة لم يجهز قائمة بالمصادر. شخص واحد أرسل لي صفحة المناشدة 5G الأحدث، والتي فيها مصادر، وواحدة لم ترسل لي مصادر نهائيا، والشخص الأخير أرسل لي بحث، سألته: أين نشره؟ فقال لي إنه غير منشور، أي إنني لا أستطيع الاعتداد به، هذا مستوى الثقة الذي حصلت عليه من بعض الموجودين على صفحة EMFScientist.

كذلك مقال بعنوان  we have no reason to believe 5g is safe حاول الإيضاح ان التقنية غير آمنة وجميع التقنيات غير آمنة ولكنه لم يستطع جلب دليل مادي علمي واحد أن هذه الإشارات غير آمنة بل هي تخوفات ومازلت تندرج وفق تصنيف منظمة الصحة العالمية 2B  ، بل أن جميع المراجع العلمية التي حاولت وحاول من قبل العديد من الباحثين في الإنترنت والأبحاث لا تدل أن هذه الموجات مؤثرة على حياة الإنسان .

  

تحديات تواجه 5G :
*
غلاء الأجهزة و الراوترات المستفيدة من هذه التقنية.
*
غلاء الإشتراك في هذه الخدمة مقارنة بخدمات 4G ,4.5G حيث ان 4G لا زالت في قوتها حاليا والذي يتوقع انها ستكون متربعة على عرش الأفضليةسعرا وجودة وسمعةخلال العامين القادمين في المنظور القريب.

* ثقافة ووعي المجتمع، ومن وجهة نظري انه شيء أساسي في تقبل التقنية من عدمها، وهذا واجب الشركات العالمية مثل سامسونج وابل وهواوي وكذلك الشركات المزودة في كل بلد بالخدمة ان تقوم بحملات توعية وفهم لتقنية.
*
الشائعات التي تتناقل نتيجة قلة الوعي.

خلاصة هذا المقال:

* هي تقنية رائدة وعصرية وثورية وستفتح آفاق جديدة لكل شركة تمتلكها او تحاول وضعها قيد التنفيذ بحرفية وفنية ومهنية في بلدانها.
*
جميع المنظمات الدولية والصحية والمراكز البحثية والجامعات حول العالم وجميع الدراسات التي إطلعت عليها في المراجع، والأبحاث التي وجدتها وخلاصة بحثي أجمعت على أن الأدلة غير كافية وغير قوية أو دامغة بوجود ضرر بالصحة وقولهم عبارة : ”but the evidence is not strong enough“

* هذه تقنية مازالت في مهدها وفي طور التجريب ولم تدخل تجاريا إلا في عدة دول كاختبار معدات، وبعض الدول المتقدمة  والكثير من الشركات لا يريد اقتناء هذه التقنية أو تبنيها حتى لا يخسر ثمن التطوير والاستثمار الذي  قام به قريبا في الجيل الرابع والرابع المطور.

المصادر والمراجع:

https://ec.europa.eu/health/sites/health/files/scientific_committees/scheer/docs/scheer_s_002.pdf

https://www.cancer.org/cancer/cancer-causes/radiation-exposure/cellular-phone-towers.html

https://www.iarc.fr/wp-content/uploads/2018/07/pr208_E.pdf

https://www.cnet.com/videos/lgs-5g-rocking-v50-thinq-and-g8-editors-react/

https://arabhardware.net/articles/%D9%85%D8%AE%D8%A7%D8%B7%D8%B1-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D9%8A%D9%84-%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%A7%D9%85%D8%B3-%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%AA%D8%B5%D8%A7%D9%84%D8%A7%D8%AA-5g/

https://www.gsma.com/publicpolicy/5g-exploring-the-safety-limits-and-addressing-the-myths

https://www.gsma.com/futurenetworks/technology/understanding-5g/

http://sciwarepod.com/%d8%a7%d9%84%d8%ac%d9%8a%d9%84-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d8%a7%d9%85%d8%b3-%d9%85%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa-5g/

https://en.wikipedia.org/wiki/5G

https://www.nerdwallet.com/blog/utilities/how-to-decide-what-internet-speed-you-need/

https://vctechblog.wordpress.com/2015/10/01/differences-on-1g-2g-2-5g-3g-3-5g-3-75g-3-9g-4g-networks-in-india/

https://www.radiationhealthrisks.com/wifi-radiation-protection-items/

https://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC6765906/

https://arabhardware.net/articles/the-evolutuion-from-1g-to-5g/

https://arabhardware.net/articles/what-is-5g/

https://academic.oup.com/neuro-oncology/article/12/11/1147/1138971

https://wearesocial.com/blog/2019/01/digital-2019-global-internet-use-accelerates

https://futurenetworks.ieee.org/roadmap/perspectives-on-5g-applications-and-services

https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk/radiation/electromagnetic-fields-fact-sheet

https://www.cancer.gov/about-cancer/causes-prevention/risk/radiation/cell-phones-fact-sheet

https://blogs.scientificamerican.com/observations/we-have-no-reason-to-believe-5g-is-safe/

https://ntp.niehs.nih.gov/whatwestudy/topics/cellphones/index.html

https://www.bbc.com/news/world-europe-48616174

https://www.nytimes.com/2019/07/16/science/5g-cellphones-wireless-cancer.html

https://www.cnet.com/news/5g-phones-and-your-health-what-you-need-to-know/

https://en.wikipedia.org/wiki/General_Packet_Radio_Service

https://en.wikipedia.org/wiki/GPRS_core_network

حلقة تناقش الاتصالات في ليبيا

[poll id=”12″]

قفل الشريحة

قفل شريحة الاتصالات: تأمين شفرتك تأمينٌ على حياتك

من منّا لم يُعانِ – أو على الأقلّ يعرف أحدا – مرّ بموقف ضياع هاتفه النقّال وشريحة (شفرة) الاتصالات الخاصّة به. عادةً، يكون أوّل ما يتبادر إلى أذهاننا، التحسّر على الأسماء والرسائل التي في الشريحة. ولكن هل هذه هي الوظيفة الكُبرى لشريحة الاتصالات؟

في الحقيقة، أصبح الوضع اليوم مختلفا ومعقّدا؛ إذ أصبح للهاتف الذكيّ، وشريحة الاتصالات، أهميّة أكبر بكثير من مجرّد حفظ الأسماء والرسائل. فهي الآن مرتبطة بحسابك البنكيّ، وبريدك الإلكتروني وحسابات السوشيال ميديا بمنصّاتها المختلفة. ببساطة، أصبحت الشريحةُ اسمَك بين النّاس – وعند الدولة أيضا –  والهاتفُ الذكيُّ مخزنا لبياناتك.

لكلّ هذا، كان تأمين شريحة الاتصالات (الشفرة) أمرا لازما وضروريّا، وينبغي علينا ألّا نستهين به أو نقلّل من شأنه. بل ويُحتّم علينا أخذ موضوع الحِماية الرقميّة وأمن المعلومات، بشكلّ جديّ، ليس فقط على مستوى الأفراد، بل أيضا على مستوى الدولة وقوانينها، والتي تمشي ببطء وتجاهل في هذا الاتجاه.

ما هو SIM Lock ؟

هو ببساطةٍ شديدة، تأمين شريحة الاتصالات (الشفرة/SIM Card) وذلك بقفلها عند كلّ إعادة تشغيل، أو تركيب الشريحة في جهاز جديد. بحيث يطلب منك الهاتف إدخال رمزٍ سريّ PIN Code، مكوّن من 4 أرقام، قمتَ بوضعه مسبقا، قبل تفعيل الشريحة.

هذه الأرقام الأربعة، عليك اختيارها بعناية، بحيث تستطيع تذكّرها على الدوام. مع العلم، أنّ هذا الرمز السريّ، مرتبطٌ بشريحة الاتصالات (الشفرة) وليس مرتبطا بالهاتف النقال. فمهما كان هاتفُك سيطلبُ منك الرقم، حتى إن كان نوكيا أو موتورولا أو سيمنز من عام 1998.

ما هي فائدة SIM Lock؟

كما أسلفنا، لم تعد وظيفة الهواتف النقالة اليوم، مجرّد وسيلة لإجراء المكالمات وإرسال واستقبال الرسائل. الكثير منّا – على سبيل المثال – قام بربط حِساباته المصرفيّة برقمه الشخصي، كما يعتمد الكثيرون على خدمات دفعٍ إلكترونيّة تستخدم رقم الهاتف النقال، مثل: خدمة سداد، وخدمة ادفعلي، وخدمة QR Aman، وغيرهم محليّا ودوليّا.

أيضا، معظمنا يملك حسابا على Gmail مرتبطا برقم هاتفه، وينطبق الأمر كذلك على iCloud و outlook و LinkedIn و Samsung. ناهيك عن حسابات مواقع التواصل الاجتماعي.

وكلّ الشركات التي تقدّم الخدمات الإلكترونيّة المجّانيّة؛ تعتبر هاتفك النقّال هو السلطة الأعلى، حيث أنّ الهاتف النقال – في حساب الفايسبوك على سبيل المثال – يُغني السارق (أو الداخل من غير إذنك) عن الاسم والإيميل والباسوورد. فرقم الهاتف كفيلٌ بأن يُفقدك كلّ شيء.

خطوات قفل شريحة الاتصالات (الشفرة) في نظامي التشغيل: Android & IOS

أمّا في حالة الحِسابات البنكيّة، فرقم هاتفك هو أعلى تصريح لعمليات الدخول وتحويل الأموال أو إتمام عمليّات الشراء. خِدمة ادفعلي – على سبيل المثال – تحتاج شريحة اتصال (شفرة) مربوطةً بحسابك البنكيّ، وعن طريقه تستطيع إتمام عمليّات شراء بالآلاف.

كما لا يوجد شخصٌ في الكرة الأرضيّة، على اسْتعداد بأن يفقد القدرة على الوصول إلى هاتفه أو أن يستخدمه أيّ أحدٍ آخر دون عِلمه أو إرادته. وفي حال حدث هذا، سيكون أوّل ما يتمنّاه أن يفقد الرقم كلّ الصلاحيّات، حتى لا يتمكّن أيّ أحد من الوصول إلى أي شيءٍ حسّاس في حياته.

هنا تأتي فائدة قفل الشريحة SIM Lock. فإذا لا قدّر الله اُختطِفتَ أو سُرق هاتفك أو ضاع منك، وحاول سارقٌ من خلاله أن يُرسِلَ رصيدا أو يدخلَ إلى حِسابك في بنكٍ يعتمد على 2FA (التحقّق الثنائيّ، والذي يتضمّن عادة رقم هاتفك النقال) مثل: بنك الامان، ومصرف التجارة والتنمية، وغيرهم.

إضافة إلى محاولته الدخول إلى حساباتك على السوشيال ميديا وتطبيقات الاتصالات، مثل الواتسآب والفايبر؛ فإنّ هذا السارق (الداخل من غير إذنك أو تصريحك) سيواجه أوّل وأخر خطّ دفاعٍ عنك وهو SIM Lock.

SIM LOCK بدوره، سيوقف عمل الشريحة بشكلٍ كامل. سيدمّر الشفرة خلال ثلاث محاولاتٍ، حتى لو وُضعتْ الشريحة في هاتفٍ آخر. وبالتالي في حال فقدتَ شريحتك أو هاتفك لن يتمكّن أحدٌ من الوصول إلى أي شيء، ولن يتمكّن سارق الشريحة من استقبال أو إرسال رسائلٍ و مكالماتٍ أو بياناتٍ من الشريحة، ولا حتى معرفة رقمها. وكلّ ما عليك فعله، هو الذهاب إلى المشغل الخاص بك في اليوم التالي لاستخراج واحدة جديدة “بدل فاقد”.

أمّا المهمّة الأصعب؛ فستكون إيجاد هاتفك الذكي، عن طريق خدمات Find My iPhone في حالة الأيفون و Find My Device في حالة الأندرويد، والتي تعد مسألة وقت فقط حتى تجده. ولعلّنا سنتحدّث عن ذلك بالتفصيل في مقال آخر.

ما هي طريقة قفل الشفرة SIM Lock؟

لا يوجد طريقة لتوضيح ذلك، أبلغ من الصورة. فقي الصور المتفرّقة في ثنايا المقال، وضحّت لك الطريقة إلى قفل الشفرة، في نظامي التشغيل الشهيرين Android & IOS، واحدة على هاتف OnePlus 7 Pro وأخرى على نظام Android والطريقة لا تختلف عبر كلّ الهواتف.

ماذا لو نسيتَ رقم PIN Code؟

قبل توضيح ذلك، عليّ أن أنبّهك إلى مسألة مهمّة: إيّاك أن تحاول تخمين PIN Code (الرمز السريّ) لشريحة اتصالك (شفرتك) لأنّ ذلك سيؤدّي إلى تلفها فورا، بعد 3 محاولات، وستحتاج إلى إصدار واحدة جديدة.

فماذا لو نسيت الرمز السري؟ عندما تدخل الرمز السريّ خطأ 3 مرات، سيطلب منك الجهاز إدخال رمز PUK وهو اختصار لكلمة Personal Unlock Key. هذا الرمز ستجده مكتوبا على مغلف الشفرة، عندما اشتريتها، وهو مغلف يشبه البطاقة الائتمانية. لذلك عليك الاحتفاظ بهذه المغلف، وحفظه في مكان معلوم، لأنّه قد ينقذ شفرتك.

خاتمة

تأمين نفسك لا يكلّفك شيئا، ولكن عدم تأمين نفسك قد يكلّفك مالك وسمعتك وبياناتك الخاصّة الحساسة. وبضعة خطوات و 4 أرقام قد تنقذ حياتك.

وآمل أن يزداد الوعيُ حول أمن المعلومات، وأن يأخذه النّاس بجديّة أكبر. كما آمل أن يكون للدولة دورٌ في التوعية، وفي مواكبة القوانين العالمية التي تحمي معلومات مواطنيها، وتضع عقوبات حول الجرائم الإلكترونيّة. فمن المخجل أن نعيش في زمن رقميّ متسارعٍ بينما الدولة سجينة أوراقها ودفاترها.

تم نشرها لي في 24 اكتوبر “هنا ليبيا

https://hunalibya.com/digital-life/8213/ 

 

 

أمين صالح
© جميع الحقوق محفوظة ، مدونة أمين صالح.